نظمت جمعية الشبان المسيحية بالتعاون مع مركز تجوال للثقافة والفنون ندوة أدبية تحت عنوان "أدباء في الذاكرة" بمناسبة الذكرى السبعون لوفاة الأديب الفلسطيني خليل بيدس مؤلف أول رواية فلسطينية، وذلك في قاعة جمعية الشبان المسيحية بمدينة غزة، بحضور نخبة متميزة من الكتاب والأدباء والشعراء، والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.
تحدث في الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت نائب أمين سر المكتب الحركي المركزي للكتاب والادباء الفلسطينيين عن سيرة حياة الاديب خليل بيدس، ومؤلفاته الابداعية التي تراوحت ما بين كتب مؤلفة وهي أول رواية فلسطينية بعنوان "الوارث" عام 1920، وأول مجموعة قصصية بعنوان "مسارح الاذهان" عام 1924، والكتب المترجمة عن اللغة الروسية التي كان يجيدها، والكتب التعليمية والتربوية، والكتب التاريخية، وقد بلغت حصيلة مؤلفاته وترجماته أربعة وأربعين ،
وتحدث زقوت عن لقب بيدس نسبةً لعمه واسم عائلته الحقيقي
وقد شارك بالحركات القومية ضد الحكم التركي وقد تسلّم لواء المظاهرات وتم سجنه في عكا وكتب كتابًا بعنوان حديث السجون وتناول فيه عن السجن وصنوف التعذيب. كما تناول في حديثه مجلته "النفائس العصرية" التي صدرت عام 1908 واستمرت حتى عام 1919، وكانت أهم مجلة أدبية في ذلك الوقت، ونشر على صفحاتها الكتاب الفلسطينيين والكتاب العرب.
وتناول الباحث والمحقق التاريخي عبد اللطيف أبو هاشم رواية "الوارث" من ناحية تاريخية، وقدم نبذة عن مضمون الرواية، كما تطرق إلى المكتبة الفلسطينية وسرقة اليهود للمكتبات ووضعها في مكتبة الجامعة العبرية، ودعا أبو هاشم لإنشاء منصة الكترونية تحتوي جهود الأدباء والمفكرين الفلسطيينين. وقدمت الدكتورة سهام أبو العمرين عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب خليل بيدس مترجما، حيث ذكرت أن له خمسة عشر كتابا مترجما عن اللغة الروسية، وغالبية هذه الكتب غير موجودة في متناول الباحثين والكتاب، وأكدت ابو العمرين أن بيدس يعد مترجمًا ومناضلاً ومثقفًا عضويًا مشتبكاً استطاع أن يحول الثقافة إلى وعي وفعل
فكان خليل نموذج للمناضل العضوي المشتبك كمادعت إلى الاهتمام بالبحث عن كتابته ونشرها للقراء لكي تتعرف الأجيال الجديدة على رائد من رواد النهضة الثقافية والأدبية الفلسطينية ، وقد طالبت الدكتورة بتسليط الضوء على أعماله بالدراسة والنقد الذي يضيء العمل
وكانت اسهاماته واضحة وكبيرة جدًا في مجال الترجمة فكان رائد الترجمة الروسية ادخل كتابات بوشكن وتولي ستوي ولَم يكن مترجمًا حرفيًا بل اعتمد على التعريب بما يناسب مع الثقافة العربية
رواية الوارث كانت بنيتها كلاسيكية وكانت البذرة الأولى للرواية الفلسطينة
